الجمعة، 4 ديسمبر 2009

سيمفونيةُ ما بعد انتصاف الليل

بعدَ انتصافِ الليلِ
تنتفضُ الحروفُ
وتستشيطُ نُقاطُها شوقاً
إلى معنىً جديدٍ
يمتطي سِحرَ القصيدةِ
مثلَ تعويذاتِ عرّافٍ
قضى من ألفِ عامٍ
في بلادِ الهندِ
حيثُ لمحتُهُ في القدسِ يمتهنُ العِطارةَ
يختفي...
فأراهُ في بغدادَ يُلقي
شعرَ بشارَ بنَ بُردٍ
في الهوى الحسّيِّ
ثمَّ أراهُ في بيروتَ يمتهنُ الكتابةَ
ناقداً شعراءَ ما بعد الحداثةِ
يختفي...
وتضيعُ أركانُ القصيدةِ
حيثُ أبدأُ من جديدْ
**********
من أينَ أبدأُ ؟
لستُ أدري
ورأيتُ أن أجترَّ أجملَ لحظةٍ كنا قضيناها معاً
حين ارتوَتْ عينايَ من عينيكِ
فاندلقَ النبيذُ على الشّفاهِ
وشهقةُ الشوق ِ المحرّمِ
تحرقُ الّلحظاتِ ،
تفصلُ بيننا تلك التضاريسُ التي
تعوي وتطلقُ صرخةً :
" هل من مزيدْ ؟! "
........................
ونغوصُ في تأويلِ أسبابِ النبوءةِ ،
والرحيلِ
وعودةِ النّدينِ للأحلامِ والأملِ الكبيرِ
وسبرِ أغوارِ السؤالِ السرمديِّ :
" لِمَ التقى ذكرٌ وأنثى عندَ منتصفِ الطريق ِ
وحطّما كلَّ القيودْ ؟ "
***********
بعدَ انتصافِ الليلِ
تحتضنُ الحواسيبُ الحنونةُ بوحَنا
شعراً ونثراً
ثرثراتٍ من أغاريدِ المساءِ
وآهةً من هاهنا
أو ضحكةً تنسلُّ من أنفاسِنا السّكرى
فتجعلُني جريئاً حينَ أسألُ قاصداً
عن كلِّ أشكالِ اللدونةِ
حينَ تغمرُ جسمَها الغضَّ الجميلَ
على سماعِ قصائدي
فتُفضّلُ الإبحارَ هاربةً من النيرانِ
للشّطِّ البعيدْ
*************
بعدَ انتصافِ الليلِ
قالت مرةً :
أغويتَني
فسبيتَني
وجعلتَني أهذي بأشعاري الجميلةِ
رُغمَ أني
ما حلُمتُ بأن أخطَّ قصيدةً يوماً
ليوغلَ فيَّ حبُّكَ
قبلَ ما أصبحتُ شاعرةَ البلاطِ لديكَ
ولا أرى إلاكَ
في هذا الوجودْ
**************
بعدَ انتصافِ الليلِ
أبحثُ بين " موزياتِ سافو "
عن فتاةٍ
نافَسَتْ " فينوسَ "
في استنهاضِ أسبابِ الجمالِ
فأيقَظَتْني من سُباتٍ
كان يقضمُ ما تبقى من حياتي
فاستوتْ روحي على "جوديِّها "
وكأنني " شيخُ الطّريقةِ "
هامَ في حبِّ " المُريدْ "
**************
قبلَ انبلاجِ الفجرِ
يختمُ ليلتي القمراءَ
جؤذُرُ مهجتي
يغفو على صدري
يمدُّ الجيدَ بين أناملي
مستسلماً للذّبحِ في أفياءِ حِجري
حيثُ أمنحُهُ الفداءَ
بلثمِهِ ....
حتى يصيحَ الديكُ
يعلنُ موعدَ التحضيرِ لِلَّحْنِ الوليدْ

السبت، 15 أغسطس 2009

ألزهرةُ الرابعة عشرة




أبصالُ النرجسِ

راحت تنبُتُ

في تربةِ قلبٍ

أضناهُ جفافُ الصحراءْ

قطراتُ نَدى

تعانقُ نسماتِ الفجرِ

تُرطّبُ زنبقةً بيضاءْ

الثلاثاء، 21 يوليو 2009

الزهرةُ الثالثةُ عشرة




وداعاً



وداعاً ...

أيها القمرُ الذي اختار الرحيلْ

ورجوعُهُ...

ضربٌ من التنجيمِ

في ظلماتِ بحرِ المستحيلْ

الثلاثاء، 28 أبريل 2009

الزهرة الثانية عشرة


قصةٌ في سطرين

في يومٍ ما ...

عشقت إحدى أشجار الزيتونِ البريّةْ

إحدى النخلاتِ الشّرقيةْ

فتعانقتا...

مخلفتين ...

بيتاً من الشّعرِ فيه الزيتُ والرّطَبُ

السبت، 25 أبريل 2009

الزهرة ُ الحادية عشرة


" صعبة ُ المِراس"

أيتها الفرس ُ اللاتي

لم يُخلَقْ منها إلا واحدةٌ عبرَ الأزمانْ

كتبوا عنها عدة َ كلمات ْ

على جدران الأهرامات ْ:

" تلك الفرس ُ الفينيقيةْ

يخرج ُ فارسُها

من أحفاد ِ الجبّارين ْ "

الزهرة ُ العاشرة



عُقَد


ما زلت ُ أفكّك ُ آلاف َ التعويذات ِ المعقودة ِ في حبل الصّمت ْ

ساحرة ٌ فرعَوْنيّةْ ...

نفثتْ فيها سِحراً

ينحر ُ أحلامي مع بُطءِ مرورِ الوقتْ

مكتوبا ً بدمي المسفوح ِ على ورقِ البرديّ

وأزهار ِ الصّنت ْ

السبت، 18 أبريل 2009

الزهرة ُ التاسعة


في المشفى

قالوا لي :

تحتاج ُ إلى تحليل ِ دماء ْ

كي نعرف َ ماهيّة َ هذا الداء ْ

فضحكت ُ وقلت ُ لهم :

دائي يا سادة ُ

لا يعلمُه ُ إلا الله ْ

وامرأة ٌ

جعلتني أكتب ُ أشعاري

بحروف ِ الآه ْ

الجمعة، 17 أبريل 2009

الزهرة ُ الثامنة




إيقونتي ....

آن َ الأوان ُ

ليخرج َ الفينيق ُ من تحت الرماد ِ

مبعثرا ً هذا الدمار ْ

فالشوق ُ للعُش ّ ِ الجميل ِ يشدّ ُه ُ ...

أنثاه ُ يخنقُها الحصار ْ

أنثاه ُ مزّقَها الضياع ُ

وطال َ وقت ُ الإنتظار ْ

فَلِم َ الفرار ْ ؟

والوهم ُ صار حقيقة ً

كالشمس ِ في وضح ِ النهار ْ

ولسوف َ يخرج ُ عاجلا ً أم آجلا ً

ولك ِ القرار ْ